الخميس، 2 ديسمبر 2010

مميزات استخدام الويكي في التعليم


مميزات استخدام ويكي في التعليم
يمكن للمؤسسات التعليمية أن تستفيد من الويكي في تكوين قاعدة معرفية للطلاب ، فيشارك المعلمون بخبراتهم ومعلوماتهم التي تفيد في دعم العملية التعليمية ، وأكثر ما يظهر نفع الويكي في التدريس الجامعي أو العالي حيث يمكن لكل أستاذ مثلاً أن يكتب عن المساقات التي يقدمها، ويمكنه أن يدل الطلاب على وثائق ومصادر تفيدهم في دراسة المساق وفي كتابة البحوث، ويمكن للجامعة أن تنشر المساقات بأكملها وتنشر الكثير من الكتب والوثائق والمقالات المفيدة للطلبة، وهكذا فإن الويكي للجامعات يعتبر وسيلة فعالة جداً للتواصل بين الطلبة والمدرسين،خاصة بالنسبة للجامعات التي لا تلزم الطلاب بالحضور وإنما تنشر هذه المقالات على موقع الجامعة على الانترنت أو على صفحات الويكي الخاصة بالجامعة .يمكن بالطبع استخدام ويكي لنشر الأخبار والإعلانات المختلفة التي عادة ما تنشر بطريقة غير فعالة ولا تصل إلى كل الطلاب،ويمكن وضع وثائق تشرح نظام الجامعة بالتفصيل. وهكذا فإن استخدامات الويكي في الجامعات والمؤسسات التعليمية واسعة جدا .
و من مميزات استخدام الويكي في عملية التعليم :
التمكن من إدارة مستودعات الكائنات التعليمية
أنها موقع مركزي للتوثيق وتخزين المعلومات الإجرائية
 تطبيقا قويا لمفهوم التعليم الجماعي المشترك
 تمكن الخبراء في حقل ما من التبادل المعرفي وتحرير مقالاتهم وأبحاثهم
السماح بظهور وجهات نظر مختلفة مما يثري الأبحاث العلمية
 محتويات الويكي دائمة التجدد بشكل سريع يتلاءم مع حيوية التكنولوجيا
.

الويكي


الويـكــــــي
Wiki
تعتبر  wikiنوعا من المواقع يتم بناءه بشكل جماعي غالبا ، حيث تشكل مجتمعاً متعاوناً مفتوحاً للجميع ، وهي تعتمد على جهود المستخدمين التي تغذي هذه المواقع عن طريق إضافة المقالات والأبحاث أو حذفها أو تحرير بعض الكتابات أو التحكم في تغيير محتويات الويكي . وفي الغالب فإن هذا النوع من المواقع الذي يعتمد على تقنيات الويكي لا يتطلب من المستخدم ضرورة التسجيل فيه للتمتعبمميزات الكتابة . هذه السهولة والسرعة في تصميم الويكي جعل منها أداة تأليف تعاونية فعالة collaborative authoring ،كما أن طبيعة الويكي التعاونية تجعلنا نعتبرها من البرامج التعاونية الهامة Collaborative    software . . و منذ ظهور هذا النوع من البرامج انتشرت بشكل سريع وكان الهدف هو تبسيط عملية المشاركة والتعاون في تطوير المحتويات إلى أقصى حد ممكن. يمكن استخدام الويكي لأغراض كثيرة، فمن وسيلة للاحتفاظ بملاحظات شخصية إلى إنشاء قاعدة بيانات معرفية مروراً بإنشاء مواقع تقليدية، كما يمكن لبرامج الويكي أن تناسب الكثير من الاحتياجات، مع ذلك تبقى هذه البرامج بسيطة في فكرتها.
يرجع وضع مصطلح wiki إلى Ward Cunningham عن طريق تأسيسه لموقعPortland Pattern Repository (1995)، وقد استقاها من لغة جزر هاواي (weekie, weekie) والتي تعني بأقصى سرعة : quick ، ثم اعتبر المصطلح بعد ذلك اختصارا للحروف الأولى من الجملة
 : What I Know Is لوصف عدة أمور منها : 
 
لقد تطورت فكرة wiki من HyperCard في الثمانينات من القرن الماضي وهو عبارة عن تطبيق برمجي من شركة Apple Computer والتي أنتجت أول نظام يستخدم الميديا   hyper media  قبل شبكة المعلومات الدولية the World Wide Web وقد كان نظاما مغلقا يرتكز على قاعدة بيانات تختزن فيها المعلومات والصور ، وتحظى بالمرونة وإنشاء الملفات التي يسهل إضافتها وتحريرها . ، ومنذ 1990 اتسعت الويكي لتصبح من أساسيات الأدوات الحية لنشر المعرفةknowledge bases way to develop private- and public- ومن أكبر أمثلتها الحية اليوم أمامنا موسوعة ويكيدبيا التي أنشأها كل من : , Jimmy ,Wales Larry Sanger حيث انطلقت بدايات هذه الموسوعة في يناير عام 2001 . ومنذ بداية القرن كان الاهتمام بالويكي متزايدا في إقامه المشاريع والبرامج التعاونية التي تجمع بين استخدام الانترنت والاتصال والتوثيق ، وظهرت مشاريع ويكي أخرى تابعة لمنظمة ويكيميديا وهي المنظمة التي تقف خلف موسوعة ويكيبيديا، هذه المشاريع تحوي كماً كبيراً من المعلومات المفيدة للباحثين والطلبة، وكلها تقوم على جهود أفراد.

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

الكتاب الالكترونى بين المزايا والعيوب

ما معنى (الكتاب الالكترونى) ؟ 
إن أول استخدام لمصطلح (الكتاب الالكترونى) (E-book) كان فى نهايات القرن الماضى (عام 1990) مع بداية استخدام طريقة تخزين ونشر الوثائق إلكترونياً (رقمياً) وعليه يعرف (الكتاب الالكترونى) بأنه صيغة رقمية لنص مكتوبولقد عرفت الدكتورة هبه محمد في مجلة (الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات) الكتاب الالكترونى بأنه : مصطلح يستخدم لوصف نص مشابه للكتاب ولكن في شكل رقمي ، وذلك ليُعرض على شاشة الكمبيوتر... فأي موسوعة مخزنة على قرص مليزر تعتبر كتاباً إلكترونياً.وقد أورد الأستاذ أحمد فضل شبلول فى مقاله المنشور بموقع جريدة المنارة نقلاً عن كتاب (الكتاب الإلكتروني : القراءة ، الإعداد ، التأليف ، التصميم ، النشر ، التوزيع) للكاتب المهندس عبد الحميد البسيونى .. تعريفاُ للكتاب الالكترونى بأنه " الكتاب الذي يمكن قراءته على الحاسب أو أي جهاز محمول باليد." ويتم توزيعه كملف واحد، ويأتي كعنصر كامل مكتمل بمعنى أنه ليس فصلا أو جزءا من كتاب أو سلسلة أو أنه مازال قيد الانتهاء، ويتراوح طوله بين 25 ألف و400 ألف كلمة. ومن مزايا الكتاب الالكتروني أنه يمكن طلبه وتسليمه فوريا عبر الوسائط الإلكترونية ، وأنه مضغوط ومريح ويمكن حمله والتنقل به ، ويزيد من القدرة على التحكم في شكل العرض مع خصائص رقمية لتدوين الملاحظات والبحث والتحول إلى نص مقروء ، مع سرعة البحث عن المعلومات، وتحويل النص إلى صوت ، كما يمكن قراءته في إضاءة جزئية أو في الأماكن المظلمة، بالإضافة إلى قلة تكلفة توزيعه إلى حد كبير."
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ الكتاب الالكترونى
 
تعود فكرة الكتاب الإلكتروني إلى أوائل التسعينات وأحد مبتكريها هو " بوب ستاين " الذي عقد مقارنة بين القراءة من خلال الشاشة الكمبيوترية والقراءة من الكتاب الورقى فتوصل إلى نتيجة مفادها أن القراءة من جهاز إلكتروني تتميز على القراءة من كتاب تقليدى بمزايا عديدة (سيرد ذكر المزايا لاحقاً).... غير أن البعض قد اعترض على ما توصل إليه من نتيجة على اعتبار أن الكمبيوتر أثقل حجماً من الكتاب العادى فضلاً عن العديد من العيوب التى حاول المبتكرون تلافيها حتى توصلوا إلى أجهزة إلكترونية أخف حملاً وتم إدخال العديد من البرامج التى تتيح للقارىء أمكانية وضع علامات على الصفحات وإمكانية التسجيل على حواشي الكتاب ، وإمكانية قراءته في الظلام أو الضوء الضعيف حيث زودت بعض الأجهزة بوحدات إضاءة ، فضلاً عن تحول الكتاب إلى النظام السمعى فى حالة الإجهاد البصرى ... هذا وقد أورد جمال عبد العزيز الشرهان فى كتابه (الكتاب الإلكتروني) أســـــباب انتشـــــار صناعة النشر الإلكتروني (الكتــــاب الإلكتروني) بـــــدلاً من الكتاب الـــورقي (التقليدي) فى نقاط :
التضخم الهائل في حجم المطبوعات الورقية.
ارتفاع التكلفة المادية للطباعة سواء من حيث العمالة أو الورق أو الحبر أو غير ذلك في دور النشر التقليدية.
ظهور قواعد المعلومات والأقراص المضغوطة وانتشار استخدامها.
انتشار استخدام الحاسب الآلي في المكتبات ومراكز المعلومات والقطاع الخاص والقطاع الشخصي.
انتشار استخدام الخط المباشر (on-line) في المكتبات، واسترجاع المعلومات من الحاسب الآلي المركزي عن طريق الموزع (server).
استخدام الحاسب الآلي في التضعيف الصوتي من قبل الناشرين.
ربط تكنولوجيا الحاسب الآلي وتقنيات الاتصالات المتعددة للوصول إلى المعلومات.
إنشاء وتطوير نظم المكتبات الإلكترونية.ويعد الكتاب الإلكتروني من التطورات الحديثة في نظم أجهزة معالجة النصوص، التي تمكن القارئ من الانتقال من فصل إلى آخر أو من موضوع إلى آخر أو من فقرة إلى آخرى من خلال تحديد ما هو مطلوب بواسطة استخدام مؤشر الحاسب (mouse) ليتم بعدها الانتقال المباشر إلى الموضع المحدد.أما هبة محمد فتتوقع أن ينجح الكتاب الالكترونى فى مجال كتب النصوص أكثر من المجال الترفيهى ، وعلى هذا فإن الكتاب الإلكتروني هو:1- قراءة نص إلكتروني على جهاز معين مثل _ جيم ستار _ (gem star).2- أو قراءة نص إلكتروني على جهاز حاسب شخصي أو محمول أو كمبيوتر اليد وهذا يعني في بعض الأحيان تحميل النص بأكمله على الجهاز ثم قراءته من خلال برمجيات مخصصة لهذا الغرض أو قراءته مباشرة على الخط المباشر من خلال المتصفحات.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مزايا الكتاب الإلكتروني
 
* الحفاظ على البيئة من خلال الحد من التلوث الناتج عن نفايات تصنيع الورق.
* توفير الحيز المكانى* إتاحة المعلومات السمعية لفاقدي البصر
* تقليل الوقت والجهد المستخدم في عملية التزويد.
* ضمان عدم نفاذ نسخ الكتاب من سوق النشر، فهي أنها متاحة دائما على الإنترنت ويستطيع الفرد الحصول عليها في أي وقت.
* إتاحة الفرصة أمام المؤلف لنشر كتابه بنفسه إما بإرساله إلى الموقع الخاص بالناشر أو على موقعه الخاص* الكتاب الإلكتروني أقل تكلفة على القارئ من الكتاب الورقي.
* القدرة على تخطى الحواجز والموانع والحدود والتعقيدات التى يصادفها الكتاب الورقى
* التخلص من قيود الكمية للطبعات وعدم نفادها.
* الكتاب الإلكتروني يتيح التفاعل المباشر بين الكاتب والقارىء
* توفير تكلفة الطباعة والتوزيع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيوب الكتب الإلكترونية
* إمكانية انتهاك حقوق الملكية الفكرية* ضوء الشاشة المزعج والمجهد للعين
* عدم توفر أجهزة القراءة على نطاق واسع* التغيرات التكنولوجية المتلاحقة والتى تجعل من الجهاز الحديث بائداً بعد شهور قليلة
 

و(للكتاب المطبوع مستقبل)
فقد ذكر( إمبرتو إيكوا) في محاضرته القيمة التي ألقاها في مكتبة الإسكندرية بمناسبة افتتاحها : "كانت المكتباتُ عبر القرون وسيلةً مهمة للحفاظ علي الحكمة الجماعية. وكانت ومازالت نوعا من العقل الكوني الذي يمكننا من خلاله استعادة ما نسيناه أو معرفة ما نجهل من الأمور أو المعلومات. ولذا فالمكتبة هي أفضل ما صممه العقل البشري لمحاكاة العقل الإلهي حيث تري فيها الكون بأكمله وتفهمه في ذات الوقت." ثم يردف: "المقالات التي تنشرها الصحف والأبحاث التي يقدمها بعض الباحثين الأكاديميين تتحدث كثيرا عن احتمالية موت الكتاب وذلك في مواجهة عصر الكمبيوتر والإنترنت. فلو كان لزاما علي الكتب أن تختفي، مثلما حدث لألواح الطين والمسلات التي تنتمي لحضارات عصور سحيقة لكان هذا سببا وجيها لإلغاء المكتبات ، على أنني أنتمي إلي تلك الحفنة من الناس التي مازالت تعتقد أن للكتاب المطبوع مستقبلا. وأن جميع المخاوف المتعلقة باختفائه ما هي إلا مثال آخر لبعض المخاوف المرعبة المتعلقة بانتهاء شيء ما، بما في ذلك انتهاء العالم." وتكلّم إيكو عن تخوّف الفرعون القديم من اختراع الكتابة التي من الممكن أن تعطل الوظائف الحيوية للعقل البشري ومقدرته على التذكّر. هو ذاته الخوف الأبدي من كل مستحدث تكنولوجي جديد من تعطيل قدرات حيوية يمتلكها الإنسان بالفعل دون هذه التقنية الوليدة. وهو ذاته خوف القس كلود فرولو في نوتردام هيجو، الذي بدأت به ورقتي، على جدران كاتدرائيته الحبيبة جراء اختراع المطبعة. وهو ذاته خوف الفنانين على فنّهم حين اختُرعت الكاميرا الفوتوغرافية. وهو هو خوفنا على لغتنا العربية المكتوبة من جراء سيادة ثقافة الصورة في منتصف القرن الماضي ثم من غول مستحدث اسمه الرقمية والانترنت. .. على أن الحاسب الآلي عند ظهوره الأول في الوجود كان مجرد آلة تستطيع فقط أن تقوم بخطوة واحدة تتلوها خطوة أخرى. والحال أنه مازال يعمل على نفس النحو علي مستوي لغاته الأساسية. أي أنه يعمل علي أسس ثنائية رقمية عبارة عن: صفر واحد ثم صفر واحد (0/1- 0/1) وهكذا. لكن مُخرجاته لم تعد أفقية كما كانت، بل غدت تشاعبية ترابطية متوالدة متفجرة. وهو ما نعنيه بالروابط الإلكترونية التشعبيّة Hypertext. وهو ما استُحدِثَ على الكتاب التقليدي الذي تربينا عليه جميعُنا. ففي الكتاب التقليدي كان علي المرء أن يقرأ من اليسار إلى اليمين، أو من اليمين إلى اليسار، أو من أعلي إلى أسفل، حسب طبيعة اللغة المقروءة. هي قراءة في شكل أفقي. وبوسع المرء بالطبع أن يقفز عبر الصفحات جيئةً ورواحًا ليعاود قراءة شيء ما أو للتحقق من أمر ما في الصفحة. أما النص الذي يحتوي علي روابط إلكترونية فهو شبكة متعددة الأبعاد والحقول يمكن لكل نقطة فيها تلتقي وتتقاطع مع أي نقطة أخرى. وشبكة الإنترنت العالمية (www) تقدم نصوصًا ذات روابط إلكترونية (Hypertexts)، فتمثّل ما يشبه مكتبة عظمى تغطي أرجاء العالم. فشبكة العنكبوت هذه هي "نظام" عام يحوي في إطاره جميع النصوص ذات الروابط الإلكترونية (Hypertext) الموجودة في العالم. ولا جدال أن تقنية الهايبر تكست، أو النص الارتباطي، قد سهلّت كثيرا مهمة البحث في المراجع والموسوعات عن معلومة محددة في ثوان قليلة، عوضًا عن البحث القديم في موسوعات ورقية من مجلدات ضخمة يبلغ عددها العشرات مثل إنسيكلوبيديا بريتينيكا أو ليكسكون وغيرهما. لذلك فإن النصوص ذات الروابط الإلكترونية (hypertexts) ستؤدي حتما إلى اختفاء الموسوعات والمراجع الورقية، فبالأمس كان من الممكن الحصول علي موسوعة كاملة في قرص مضغوط، أما اليوم فقد أصبح من الممكن الحصول علي هذه الموسوعة علي شبكة الانترنت بمجرد الاتصال بها، مع ميزة إنها تسمح لك بالقيام بالربط بين أجزاء في داخل النص وباستعادة المعلومات في صورة غير أفقية. هذا مع ضآلة المساحة التي تحتلها الموسوعات الإلكترونية مقارنة مع الموسوعة المطبوعة، إلى جانب سهولة تحديث الموسوعة الرقمية مقارنة بالمكتوبة. هذا عن المراجع والموسوعات، فماذا عن الكتاب المقروء سواء الأدبي أو العلمي أو الفلسفي؟ يذهب إمبرتو إيكو إلى أن الكتاب لا يمكن أن ينقرض، لا على المستوى المادي، كمجلد ورقي نحمله في أيدينا، ولا على المستوى الافتراضي، كمادة طباعية نخرجها من الحاسوب لنطالعها أو نحتفظ بها. مؤكدًا رأيه بقوله: "لو حدث أن تحطمت بك السفينة في جزيرة منعزلة، لا تستطيع فيها أن تجد مصدرا للتيار الكهربائي لتشغيل الكمبيوتر، فإن الكتاب يعدُّ حيئنذ أداة لا تقدر بثمن فحتى لو كان بحاسوبك بطاريات تشحن بالطاقة الشمسية فإنك لا تستطيع أن تقرأ بسهولة وأنت تتمدد فوق شبكة معلقة بين شجرتين، فالكتب مازالت أفضل رفيق إذ تنتمي إلى مجموعة الأشياء التي لم تتعرض للمزيد من التطوير بعد اختراعها وذلك لأنها في أحسن حال علي ما هي عليه منذ اختراعها مثلها مثل المطرقة، السكين والمعلقة والمقص(...) وربما تحقق الكتب الالكترونية نجاحا كمصادر للبحث عن معلومات ما، شأنها في ذلك شأن المعاجم أو الوثائق المميزة، وربما تعين الطلاب الذين لزاما عليهم أن يحملوا عشرات الكتب عندما يذهبون إلى المدرسة، ولكن الكتب الالكترونية لن تصلح كبديل للكتب التي نحب أن نصطحبها معنا إلى الفراش عند النوم. كما أن هناك العديد من الاختراعات التكنولوجية التي لم تؤد إلى انقراض ما سبقها من اختراعات، فالسيارة مثلا أسرع من الدراجة ولكنها لم تتسبب في انقراض الدراجة. وهذا يعني أنه في تاريخ الثقافة لم يحدث أن قام شيء ما بقتل شيء آخر، ولكن كان هناك شيء يغير بصورة جذرية شيئا آخر."
 
أنواع الكتب الإلكترونية
-
الكتب التي تقرأ على جهاز خاص، وعادة ما تكون هذه الأجهزة خفيفة الوزن، يمكن حملها بسهولة، وتستطيع أن تستوعب عدداً كبيراً من الكتب، لكن مشكلتها أنها لا تقبل إلا تنسيقات خاصة من الكتب، والكتاب الذي يمكن أن يقرأ بأحد هذه الأجهزة لا يمكن أن يقرأ إلا في أحوال نادرة على جهاز من نوع آخر.
-
الكتب التي تقرأ على الأجهزة المحمولة، مثل الموبايل والمساعدات الرقمية، وهناك عدة برامج كمبيوترية مخصصة لقراءة الكتب على الأجهزة المحمولة، وكل منها يقبل نوعاً محدداً من الملفات (Acrobat Reader و Microsoft Reader وPalm Reader)، وتوفر هذه البرامج عادة تقنيات لوضوح ظهور الأحرف على شاشة الجهاز المحمول، وإمكان وضع تعليقات وإشارات على الصفحات، إضافة إلى البحث، إلا أن سهولة القراءة والتصفح محكومة بصغر حجم شاشة الجهاز المحمول.
-
قراءة الكتب على الحاسوب الشخصي، إذ يتمتع الحاسب الشخصي بكبر حجم الشاشة وسهولة التفاعل، مما يجعله بيئة جيِّدة لقراءة الكتب الإلكترونية. وتنقسم تقنيات الكتب الإلكترونية على الحاسوب الشخصي إلى ثلاث فئات:
أ- محررات النصوص، وتتدرج من البسيطة جداً (التنسيق النصي، برنامج المفكرة)، إلى المتوسطة التعقيد التي يمكن أن توضع بوساطتها تنسيقات خاصة للنصوص إضافة إلى الصور والألوان (تنسيق برنامج الدفتر)، إلى المتطورة جداً (برنامج وورد). والمشكلة الأساسية في هذه التنسيقات أنه يمكن تعديل النص بسهولة، مما يفقده مصداقيته ويعرِّضه للتخريب، كما أن هذه التنسيقات لا توفر ميزات التنقل السهل، إذ لا يوجد فيها فهرست، والبحث يقتصر على البحث النصي.
ب- البرامج المخصصة لتبادل الوثائق، وأشهرها برنامج Acrobat من شركة Adobe، وهو البرنامج الأكثر استخداماً على المستوى العالمي في مجال الكتب الإلكترونية. ويتميَّز هذا البرنامج بجودة إظهار النصوص على الشاشة وصغر حجم ملفاته وميزات متقدمة في الطباعة. إلا أن المشكلة الكبيرة التي يعانيها هي أنه يظهر الكتاب على شكل صفحات منفصلة غير قابلة للتعديل، مماثلة بالشكل للصفحات الورقية. في حين أنه لا حاجة لذلك على شاشة الحاسوب، وهذا ما يؤدي إلى الحد من إمكان التصميم وصعوبة القراءة، لأنه إذا أراد القارئ تكبير حجم النص، أو تكبير صورة، فإنه بحاجة إلى تكبير كامل الصفحة، مما يعني أن جزءاً منها سيصبح خارج إطار العرض، وهذا ما يجعل التصفح منهكاً للغاية، إضافة إلى أن النسخة المجانية منه تفتقر إلى الميزات المطلوبة في قراءة الكتب الإلكترونية، مثل وضع التعليقات والعلامات.
ج- تقنية HT ML، أي تقنية صفحات الويب ذاتها. وتبدو فكرة نشر الكتب بهذه التقنية فكرة ذكية، لأنها مصممة خصيصاً للقراءة على شاشة الحاسوب، إلا أن مشكلتها مرتبطة بأن القراءة بوساطتها تجري ضمن برنامج متصفح الإنترنت (إنترنت إكسبلورر أو فايرفوكس)، وهذه البرامج لم تصمم لقراءة الكتب بسبب افتقارها إلى ميزات أساسية، مثل وجود فهرست والبحث في الكتاب ووضع تعليقات وعلامات.
د- برامج تعتمد على تقنية صفحات الويب مضافاً إليها ميزات خاصة بالكتب، مثل الفهرست والبحث ووضع التعليقات والعلامات وفتح أكثر من صفحة في الوقت ذاته... إلخ، والمشكلة في هذه التقنيات أنها تفتقر إلى التقييس، إذ يوجد عدد كبير منها، والكتاب الذي يمكن قراءته بوساطة أحدها، لا تمكن قراءته بغيره، ولم يستطع أي من هذه البرامج فرض وجوده على الساحة التقنية.